البحرية الملكية تواجه "طوفانا" من قوارب الهجرة في سواحل الريف
واجهت عناصر البحرية الملكية منذ الثلاثاء الماضي وإلى غاية صباح أمس الأربعاء، موجة غير عادية من محاولات الهجرة غير النظامية، التي أسفرت عن توقيف 4 زوارق بعد مطاردتها، ثلاثة منها خرجت بشكل متتال في ظرف 5 ساعات ونصف، وانتهى الأمر بإنقاذ أزيد من 140 مرشحا منهم المغاربة ومنهم القادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأكدت وكالة "إيفي" الإسبانية أن المحاولات انطلقت من شاطئ سيدي عابد بإقليم الحسيمة في اتجاه الجنوب الإسباني، وكان على متن بعض السفن أشخاص يتحدرون من منطقة الريف في حين كان زورقان يحملان مهاجين من دول إفريقيا جنوب الصحراء فقط.
وبدأ طوفان القوارب انطلاقا من صباح الثلاثاء، حيث أنقذت البحرية الملكية قاربا على متنه 62 مهاجرا، على بعد أزيد من 24 كيلومترا من السواحل المغربية، وذلك بعد أن كاد يغرق نتيجة تعرضه لعطب وسط مياه البحر الأبيض المتوسط.
وحسب الوكالة فإن جميع المهاجرين الذين كانوا على متن القارب الأول قادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومن بينهم 3 نساء، وتتوزع جنسياتهم على نيجيريا والكاميرون وغينيا وغامبيا، وقد كانوا جميعا في حالة صحية متدهورة.
وبلغ "تسونامي" قوارب الهجرة ذروته مع الساعات الأولى ليوم الأربعاء، ففي الثانية بعد منتصف الليل خرج زورق مطاطي من الشاطئ نفسه وهو محمل بـ30 مهاجرا مغربيا جلهم من منطقة الريف، لتطارده عناصر البحرية الملكية وتنجح في منعه من الوصول إلى السواحل الإسبانية.
واستطاعت السلطات المغرب الوصول إلى الزورق، الذي كان مجهزا بمحرك قوته 25 حصانا، على بعد نحو 10 كيلومترات من سواحل المغربية، وتم تسليم المرشحين الذين كانوا على متنه لعناصر الدرك بميناء الحسيمة.
وفي تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا، خرج قارب مطاطي ثالث من سواحل سيدي عابد محملا بـ5 مهاجرين غير نظاميين مغاربة من إقليم الحسيمة، وكان القارب مزودا بمحركين من فئة 15 حصانا و4 أحصنة، لكن عناصر البحرية الملكية تمكنت أيضا من اعتراضه.
أما أكبر محاولات يوم الأربعاء فقد سجلت في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا، حين خرج مركب محمل بـ52 مهاجرا من دولتي السينغال ومالي، وقد تمكنت البحرية الملكية من مطاردته في عرض البحر وإعادته إلى ميناء الحسيمة.
وعاشت سواحل الريف فترة هادئة نسبيا شهر يوليوز الماضي، بعد حملة توقيفات وترحيلات كبيرة استهدفت المهاجرين الأفارقة غير النظاميين بإقليم الدريوش وبعد المناطق بإقليمي الناظور والحسيمة، وهي الحملات التي شهدت مثلها مناطق أخرى بشمال المملكة.
ووفق أرقام الحكومة المغربية، التي أعلن عنها الناطق الرسمي مصطفى الخلفي، فقد أجهضت السلطات المغربي إلى حدود أواخر شهر ماي الماضي 30 ألف محاولة للهجرة غير النظامية، فيما أحبطت سنة 2018 أزيد من 80 ألف محاولة.